لا يختلف اثنان على أهمية دور الشباب و محوريته باعتباره محركا للعملية التنموية إلا أن شباب إينشيري استثناء منقطع، وحالة شاذة من القاعدة المذكورة، ويرجع ذلك إلى اعتبارات عدة، منها أن السلطات المحلية لا تتعاطى إلا مع من يخدمون أجنداتها الخاصة منه، والمسيسة في غالب الأمر، وتًغيب باقي الشباب، تحت ذرائع وهمية، منها: عدم الاندماج في هيئات الشباب ( الشبكة الجهوية للجمعيات الشبابية والعصبة الجهوية لكرة القدم ) وهي عباءات خرقة خرج منها الشباب منذ حين، ومنهم من لم يندمج فيها أصلا، وهو السواد الأعظم. وقد سبب هذا الشرخ في الصف الشبابي إعاقة وفتورا في سير العملية التنموية بالمدينة، فلا تكاد تجد جمعية ولا ناديا مرخصا إلا وأذيق الأمرين في سبيل ذلك، والأغرب من هذا وذاك، أنه صار يُطرد من الورشات ويُتهكم على آرائه، إن سمح له بالدخول أصلا، ولعل آخر الورشات المقامة بالمدينة شاهد عيان على ذلك، حيث طُردت جماعة من الشباب من اجتماع عقدته بعثة كلفتها الدولة بإجراء مسح لمشاكل الولاية بالأمس، وتم هذا بطريقة تعيد إلى الأذهان أزمنة الاستبداد الغابرة، ولما اشتكوا إلى الجهات المعنية بالتنظيم، قالت: إن اجتماع الأمس مخصص لرؤساء المصالح ورابطتين من المجتمع المدني، وتعهدوا بأن لا يلج القاعة غير المعنيين وهو ما تم نقيضه، بشهادة الجميع، وقد كشفت في الإجتماع المخصص للشباب اليوم ملفات كانت طي الكتمان لم يعتد من تتعامل الإدارة معهم على التطرق لها، لا لشيء إلا لإنها لا تخدم الأشخاص وإنما تخدم الشباب بشكل عام وتمت المطالبة بوضع حد لانتداب الشيب في الورشات المخصصة للشباب وقد تجلى هوان الشباب في ورشة نظمتها قافلة " تحسيس الأشخاص المتضررين من آثار الإسترقاق حول حقوقهم "يوم الإثنين قبل الماضي والمنظمة من قبل مفوضية حقوق الإنسان والعمل الإنساني وكانت القافلة قد جابت قبل ذلك ولايتي آدرار وتيرس زمور في إطار نفس النشاط. السيد والي ولاية إينشيري ـ والتي شبهها سابقا بأرض الأشباح عبر الأثير وأصر عليها ولم يعتذر ـ افتتح النشاط بكلمة تلتها كلمة للعمدة المساعد وفي كلمة له أكد ممثل مفوضية حقوق الإنسان والعمل الإنساني أن الدولة جادة في سياستها الرامية إلى القضاء على مخلفات الاسترقاق، وكان مناسبة تدخل فيها شباب المدينة مثمنين الدور كما أوردوا ملاحظات هامة من قبيل: 1- مغالطة الساكنة وإيهامها بأن النشاط عبارة عن تقديم مساعدات لضحايا الفيضانات الأخيرة - بل إن جل النسوة أحضرن بطاقاتهن الوطنية ـ ولم يكن ذلك إلا لحضور أكبر كم جماهيري وهو ما تم بالفعل حيث أتى سكان الصفيح شعثا غبرا من آثار الكارثة والتي لم يجدوا من الإسعافات بعدها سوی تسجيل مجحف فيه ما يربو علی 1100 أسرة متضررة، وهو أمر متباين مع الواقع فالمتضررون أقل بكثير من ذلك، مما يخولهم الحصول علی نصيب أكبر؛ . 2- تكريس الطبقية داخل القاعة المتسخة وذلك ما تجلى في افتراش جل الحضور من المنتمين للطبقات الهشة أرضيتها . 3- استغلال كراسي المستشفى الجهوي المخصصة للمداومين مع المرضي وقاعات الإستقبال والصور شاهدة . وبعد ذلك تناول الكلام رئيس مركز بنشاب الإداري وفند ملاحظات الشباب جملة وتفصيلا قائلا إن السلطات قامت بالتحسيس منذ ثلاثة أيام عبر هيئات الشباب، ولعله يقصد المنجرفبن من الشباب في تيار الوالي من شبكة وصحافة وغيرها، لكن السواد الأعظم من الساكنة وخصوصا الشباب لم يشعروا بالنشاط، وهي العادة السائدة فقد اعتدنا أن لانحس من أحد من الوافدين للمدينة في تظاهرة أيا كانت (وزراء .منظمات .روابط .......إلخ) ولا نسمع لهم ركزا إلا بعد فوات اﻷوان، ولما قاطعته بعض النسوة بقولهن:"إن القائمين على التحسيس ورو عن القافلة بلجنة لمساعدة منكوبي الفيضانات قال لهن بالحرف الواحد "اسكت افامكم" وأعاد نفس العبارة لبعض الشباب، بعد ذلك بقليل. يذكر البعض أن هذا الموظف شديد اللهجة في تعاملاته مع المواطنين فقد تهكم في اﻷيام القليلة الماضية على أحد أبرز أبناء هذه الولاية وأحد وجهائها وساكنتها بعد أن طالب بالتدخل على وجه الإستعجال لصالح الساكنة ممن تضرروا من السدود "بلمسيحة" ؛ وسط استياء عمت أصداؤه أرجاء القاعة. اختتم نشاط القافلة والذي أتته الساكنة من كل حدب وصوب ولها مآرب أخرى في ظل عبث المنظمين الذين أنهكوهم دون طائل ، وفي ظل هذه التحديات الجمة لانزال نتمسك بخيط أمل لعل ميلاد فجر جديد يلوح في اﻷفق ؛ من يدري.
الرياضيات و الثورة، العلمانية والقرنبيط- !
-
الرياضيات و الثورة، العلمانية والقرنبيط- ! أولى تدويناتى اﻷسبوعية من سلسلة
تدوينات عن الرياضيات ، أكتبها اسبوعيا علي مدونتى علي بلوجر
قبل 10 أعوام