ربما لم أكن أتوقع ردة الفعل تلك بعينها لكنها أيضا لم تفاجئني إذ لم تخرج عن الخطوط العريضة الذي رسمتها مسبقا لأني إبن هذه المدينة تلقتني القوابل بها وليدا وقد خبرتها أكثر من غيري وأعلم أسرارها وأشرارها و سيكولوجية ناسها .. لكنها ، وهذا هو الأهم كشفت حقيقة من هو صاحب المبادئ الصلبة التي لا تقبل المساومة و من هو الجاسوس المدسوس المنحوس طالعه ، و من هو المعلق المائل حيث الريح تميل و أكدت من جديد أن دار ابن لقمان ما تزال على حالها
أنا خريج كلية الحقوق فلا تحدثوني عن الخروج على القانون و النظام العام و أنا حاصل على شهادة عليا في الصحافة فخلوا عنكم أخلاقيات مهنتها و أدبياتها ، رغم أني حانوتي بسيط كل همي أن يكون ما قلته قلب الحقيقة قد اخترق وحظي من الدنيا حبر سيّال وقصاصة ورق ، لذلك فأنا ــ على رأي سعد زغلول ــ صحفي حر أقول في حدود القانون ما أشاء و أنتقد من أريد فليس من الرأي أن تسألوني لماذا أنتقدكم بل الواجب عليكم أن تسألوا أنفسكم لماذا تفعلون ما تنتقدون عليه وأنا أيضا لا أكتب إلا ما يستحق أن يكتب ولمن يستحق أن يقرأ فقط ، لست هنا بصدد الدفاع عن النفس أو تبرير ما كنت قد قلته أو الرد على بعض المرتزقة من صفاقة الحكام الذين توقف ماء الحياء عن الجري في وجوههم طلبا للمال وللجاه فأمسوا إلى الجيف أقرب شبها منهم إلى الأحياء و قد اقتصر همهم كما هي قصيرة همتهم على الوقوف عند الشكليات و محاولة الخروج بالنص عن إطاره الموضوعي وسياقه الحقيقي إلى أمور من قبيل الشخصنة والتجريح مع العلم أن أكبر شخصنة أو تجريح يمكن لنا أن نتصوره هو تلك الإدارة الجاثمة على صدورنا .
قل لهم يا سيدي العمدة - فيبدوا أنهم لا يسمعون إلا لأمثالك - أن كبرياء الوطن فوق كبريائك و أن عزته أجدر بالصون من عزتك و ذكرهم بأن من أغلق باب داره عليه فهو آمن من النقد .
(.....)
قل لهم إن من حقي كمواطن أن أقود عصيانا مدنيا ومن حقي أن أطالب بإسقاطك و نظامك ومن حقي أن أتهمك بالفساد و الجهل و التخلف .. وليس لأحد حجر على فكري ولا وصاية على مداد حبري سيما أن يكون من أمثال عصام (العريان) ..
قل لهم إن المواطن الصالح هو الذي يقوّم عمل مسئولي بلده فإذا أعطى لأحدهم صفرا فليس بظالم وما زاد على واجبه ..
قل لهم من انتخبك من شرّعك من أوصلك إلى ما أنت عليه الآن أو فلتكل الأمر إلى .... الذي طعن من الخلف لأنه كان في المقدمة !
حدثهم عن علاقتك بأم سي أم و أم البركة و أم الخير وغيرهن وهو ولاشك حديث ذو شجون
أجبهم عن الأسئلة أو النقاط التي وجهها إليك الزميل عبد القادر احمدناه بمناسبة تكريمك
إشرح لهم كيف يبقى أمثال (...) عاطلون عن العمل و أمثال (......) في عليين ألأنه من عجينة مسك و غيره من حمأ مسنون !..
أو إن شئت فلتكذبهم ولتقل لهم بأنك أنت العدل المطلق و الكافر سياسيا بك كافر بحق و أنك أنت الأول فلم يسبقك إلا من هو شر منك - بعد الشر عنك – ولن يكون بعدك من هو مثلك – حاشاك – ...
قل لهم ما شئت فإنهم لا يكذبونك ...
يا سيدي العمدة لا أظن أن شعراء بلاطك من ذوي القصائد العصماء في ذكر محاسنك ومآثرك سيكونون أحسن شعرا أو أكثر وفاء من الشادين في عكاظ موريس أيام زمن القديس فابحث لنفسك عن دعائم أخرى و استمع إلى الكلام الذي يبكيك لا الذي يضحكك و لكن نبههم إلى أنه من كانت بيوته من زجاج فلا يرمي بالحجارة من كانت بيوته من فولاذ !..
أما أنا فأقول لك ولهم بأني أعلم ما لي وسأنتزعه ولو عضضت عليه بالنواجذ فلقيصر ما لقيصر و لله ما لله
وكرد على ما اعتبره بعض أﻷزلام وقوعي في خطيئة النقد و جريرة البوح و رذيلة إبداء الرأي وكلها كبائر في قاموس مجتمعنا الذي دأب على احترام حتى بطون الحكام فاعلم بأني لا أطلب الصفح و لا أستغفرك ولا أتوب إليك و لتلحقني لعناتك إلى يوم يقتص من القرناء ..
قل لي أيها الأكجوجتي البسيط حين تبذل الغالي و النفيس لأجل هدف نبيل وخدمة جليلة للمجتمع تفني في سبيلها عشرين عاما وأكثر من البحث ثم تسام سوء القهر وخسف الذل ثم يشترط فيك لكي تعيش حياة طبيعية أن تخون مبادئك و تكفر بما علمت فهل ستسامح نفسك حينما تقبل يد جلادك ؟ لهذا السبب أنا أعارض هذا النظام أنا ثائر على هذا النظام لهذا أنا تحت هذا النظام أشعر بالذل و إذا لم تكن أنت كذلك فاعلم بأن فقع القاع أكرم منك .
لا ضير عندي أن يرد علي أحد المؤمنين برشد حكمك وسداد رأيك و المشككين في حسن نيتي وصفاء سريرتي على أن يكون ردا يستحق أن يقرأ لا أن يكون عواء ذئب بفيفاء ، يقارعني فيه الحجة بالحجة فلعله يكون ألحن بحجته مني مع العلم أن أمثالهم لا يتفوهون بكلمة إلا قتلت اختها ، أما الأشخاص الذين يطلقون قاذورات التعليقات فليس لهم عندي مكان. تمنت وذاكم من سفاهة رأيها أن أهجوها لما هجتني محارب
ربما كان لهم أن يرضوا بقليل من الحقيقة المرة لكن غباءهم والعزة بالإثم التي أخذتهم دفعتني إلى أن أواصل ما كنت قد بدأته فبات عليهم الآن أن يرضو مرغمين بأمر مره
فأبشروا بصواعق قادمة.......
1 commentaires:
thank you
www.kootalkoloob.com
إرسال تعليق